ثم أضاف جيم : " حاولت ان أهدئها و ان اخرج الحشرات من فمها و لكنها أبعدتني عنها بشدة مما وقعت على رأسي و فقدت الوعي و لكن علمت بعدها بأنها قامت بجرح نفسها بيدها "
ردت مسيز ايميلي : " نعم ذلك صحيح لأننا وجدنا المرآة مكسورة و منها جرحت نفسها "
ثم أضاف جيم : " بعد ذلك بأيام كنا في الصف كان لدينا اختبار قدرات و بينما كنا جميعا مشغولين في ورقتنا كانت كيت تنظر الى الزجاج و هي خائفة بشدة * أخبرتني فيما بعد بأنها رأت وجه غريب على لوح الزجاج يناديها مما أخافها و تركت الصف و خرجت فلحقت وراها و أخبرتني بذلك "
ردت مسيز اميلي : " ثم اتصلنا بأحد رجال الدين في الجامعة و اخبرنا بأنها حالة سكون أرواح شريرة داخل جسدها "
رد سيد جوردمان باستغراب : " أي ارواح * هل تؤمنون بهذه الخرافات "
بسرعة شديد ردت مسيز اميلي : " هذه ليست خرافات * بل حقيقة و قد حاول الأب هيرمان التخلص من هذه الأرواح و لكن كل العمليات باءت بالفشل "
بصراخ : " هل تستخدمون ابنتي كفأر تجارب "
ردت مسيز إيميلي : " لا العكس تماما "
وقف مستر جوردمان : " يكفي هذا * سوف انقل ابنتي من هذه الجامعة "
نظر الى الجميع و انصرف و جلس بجوار ابنته يحدثها بينما هي نائمة : " هل تريدين العودة الى البيت ؟؟ "
سمع صوت أجش كصوت الرجال : " نعم " فسرعان ما أفزعه الصوت مما وقع من كرسيه ثم أعاد التأمل مرة أخرى فوجدها نائمة و لا تتحرك فأعاد كرته و قال : " هل تريدين العودة الى البيت ؟ "
سمع الصوت ذاته دون ان تحرك شفتيها
قام بسرعة بحملها و أخذها إلى بيتها في جنوب بوسطن
نولان : " و هل سمحت لك إدارة الجامعة بأخذها هكذا ؟ "
رد جوردمان : " و لما لا "
- " لا أعلم * لكن ربما لأنها مصابة مثلما قلت أرواح شريرة بداخلها "
فجأة دخلت جين زوجته و قدمت لهم القهوة و انصرفت
ثم أضاف جوردمان : " هذه خرافات يا سيد نولان "
رد عليه بهدوء : " سيد جوردمان * هذه ليست خرافات بل حقيقة * ... "
قاطعه : " أنها فقط في قصصكم و رواياتكم * هل تصدقون أنفسكم ؟؟ تكتبون قصة عن الأشباح و تعترفون بأنها موجودة ؟ "
- " لا شيء يأتي من لا شيء "
ثم اضاف : " و ماذا حدث بعد ذلك "
- " بالطبع أمها علمت بحالها * فقررنا ان نحتويها "
ثم أضاف : " أمها دائما تنام بجوارها فتحسنت حالتها و أصبحت تنام ثمان ساعات متصلة و و عندما تستيقظ دائما نشعر بأنها تبحث عن شيء ما في إرجاء غرفتها و لكن ما هو ؟؟ "
استيقظت كيت من نومها فوجدت امها بجوارها فنهضت بسرعة و قال : " هل انتي بخير "
سمعت صوت أجش يقول : " نعم " و دون ان تحرك شفتاها و عيناها الى السقف
فابتعدت أمها فورا و صاحت : " جوردمان . . . "
فدخل عليهم بسرعة و قال : " ما الأمر "
اقتربت إليه خائفة من ابنتها و قالت : " لا أعلم و لكن ابنتك صوتها تغير و تكلمني دون ان تحرك شفتيها "
- " اعلم ذلك "
فاقترب الأب منها و قال : " صباح الخير يا كيت "
فجأة ظهرت البراءة على وجهها و قالت مبتسمة و بطبيعتها : " صباح الخير يا أبي "
نظرت الأم الى جوردمان و كأنها تقول هل تفهم شيئا
اقترب الأب اكتر و أخذ يمسح على شعرها و يقول : " هل تريدين العودة الى الجامعة "
صرخت ابنته في وجه بنفس الصوت ذاته و قالت : " لا "
فأبتعد جوردمان قائلا : " حسنا حسنا "
ثم قال بثقة : " ما اسمك "
فجأة احمرت عينها و ازرق وجهها و تصبب العرق منها و قالت بصوت عالي و أجش : " ني ني "
ثم كررت ذلك مرارا و تكرار : " ني ني .. ني ني .. ني ني ... ني ني " دون ان تتوقف
نولان : " حقا "
مستر جوردمان : " كما أقول لك "
رد نولان : " هل تعلم ماذا يعني ني ني ؟ "
- " لا "
- " ني ني هي روح شريرة تسبب في نقص مناعة الجسم و لكن غير قابل للشفاء منه إلا إذا شاء الله "
- " اذا مرض الإيدز ... "
رد نولان بثقة : " نعم انه من هذه الروح الشريرة "
- " يعني هل تقصد انها روح تضاجع الفتاة و تنقل إليها المرض "
- " لا أستطيع القطع في ذلك * فانا لست رجل دين "
- " هذه ليست هي المشكلة "
- " ماذا تقصد "
ظلت تكرر ذلك مرارا و تكرار : " ني ني .. ني ني " ثم صمتت فجأة و هي تنظر الى أبيها بشدة
ثم اقترب أكتر و قال : " ما أسمك ؟ "
صرخت في وجه و قالت : " ابويو ........ "
نولان : " ابويو * هذه أيضا روح شريرة تسبب ارتباك في النفس"
عدل جلسته مستر جوردمان و قال : " لقد اكتشفنا بأننا عند محادثتها باسمها تتحدث بشكل طبيعي جدا و لكن ... إذا تحدثنا معها دون ذكر اسمها يحدث لها اضطراب * و تتحدث بغير نبرة صوتها و دون ان تحرك شفتيها ... لا اعلم لماذا * * كيت تتصرف و كأنها مصابة بالانفصام بالشخصية عندما ذكرت لي اسمها أول مرة كان في نبرة صوتها اختلاف شديد عندما ذكرت اسمها الآخر "
ابتسم نولان و قال : " و هل مازلت تقول بأنك لا تؤمن بالأشباح "
- " لا أؤمن بهم "
- " حسنا * و ماذا تسمي هذا "
- " ليس إلا هواجس غريبة * تحدث لها "
- " و الأسماء ؟ "
لم يستطيع الرد عليه ثم أضاف نولان : " هل رآها شخصا آخر بعد نقلها الى البيت "
حك انفه و قال : " نعم هناك طبيب نفسي حاول ان يقرأ حالتها و لكن ....... "
باهتمام : " و لكن ماذا "
- " قتله ثعبان "
يحاول مستر جوردمان تهدئتها قائلا : " كيت حبيبتي و ماذا تريد ان افعله من أجلك ؟ "
ردت عليها بكل براءة : " أريد العودة الى الجامعة يا أبت "
أصابه الاستغراب فقال لها : " الم تقولي بأنك لا تريدي العودة مرة أخرى "
صرخت في وجه بنفس صوت الأجش : " نعم قلت هذا ايها اللوطي اللعين "
ابتعد جوردمان بسرعة خوفا من الموقف بينما الأم واقفة بجواره و خائفة هي أيضا
ثم اضاف : " حسنا حسنا " و امسك يد زوجته و قال : " تعالي معي "
لقد اتصلت بطبيب اعرفه يدعى مايكل و هو طبيب نفسي محنك و له تجارب جما
جاء إلي و أخبرته بحالة ابنتي * و وعدني بأنه سيفعل قصارى جهده و يجب عليه ان ينقلها الى المستشفى و لكن عليه فحصها أولا . .
دخل غرفته و أغلق على نفسه الباب * ولا اعلم ماذا حدث بينهم لمدة ثلاث ساعات متواصلة سوى همسات لا أستطيع فهم شي حتى سمعنا صوت صراخ ابنتي "
- " هل هو صوت استغاثة ؟ "
- " نعم * و لكننا عندما دخلنا الغرفة وجدناه قد قتل بسبب لدغة ثعبان شرس اسود اللون "
رد نولان باندهاش : " ثعبان ... من أين أتى "
حرك يداه عن استغراب : " لا اعلم ربما جاء من النافذة او ...."
- " او الروح الشريرة التي تسكن ابنتك هي من ....... "
بغضب : " من فضلك "
- " حسنا * هل سألتها كيف حدث هذا " ؟
نظر الى الأرض ثم أعاد نظره إليه و قال : " بلى "
دخل السيد جوردمان غرفة ابنته بينما كيت تصرخ بشدة بصوت أنثوي بريء و تحاول ان تختبئ خائفة * فرأى ثعبان طوله يتعدى خمسون سنتيمتر يحوم في أرجاء الغرفة ببطء بينما الطبيب مستلقي على الأرض فاقدا للوعي نظر الى كيت و قال : " كيت ماذا حدث ؟ "
ردت بخشوع شديد بينما عيناها لا تتوقف عن ذرف الدموع : " لا يا اعلم يا أبي ولكن رأيت فجأة هذا الثعبان هنا و قد لدغ الطبيب "
نولان : " لا هذا غير معقول "
رد جوردمان : " بل معقول * و بل هناك ما أدها وأمر و بغض النظر بأنه لم يصرخ وقت لدغه و لكن عندما سألتها بدون ذكر اسمها ماذا تعتقد قالت لي ؟؟ "
حاول مستر جوردمان اخذ هذا الثعبان بعيدا كي لا يتأذى شخص آخر فأخذه بواسطة قفاز و وضعه في كيس بلاستيكي و احكمه جيدا و تخلص منه كي لا يعود ثم لجأ الى كيت مجددا و قال و هو يتوقع ماذا سوف يحدث له : " من الذي قتله ؟ "
سرعان ما صرخت في وجه بشدة و بصوت عالي و أجش : " انا "
أفزعه طريقة كلامها و اختلت الموازين به و أصبح يشعر و كأنه أمام قاتل قد يقتله في أي وقت
بعدما استقرت حالته قال لها : " كيف "
نولان : " كيف ؟ "
نظر مستر جوردمان الى الأرض : " كان سؤال سيئ "
ثم رفع رأسه و قال : " لا اعلم ماذا حدث لها عندما قلت لها تلك الجملة اذ بها تقول كلام غير مفهوم و بسرعة شديد و تعيد كرته مرة أخرى ولا افهم كلمة واحدة و لا ظن بأنها كانت تتحدث الإنجليزية أبدا "
- " قد تكون عبرية * حسنا و ماذا فعلت بعدها "
- " لا شي سوا صفعتها على وجهها بقوة فوقعت على الأرض و فقدت الوعي "
- " و ماذا حدث بعد ذلك "
- " فنامت من اثر إعيائها لأكثر من خمس ساعات و لكن فجأة استيقظت عند المساء تصرخ و تقول أبي أبي * دخلت غرفتها فوجدتها جالسة أمام الحائط في وضع الركوع و في فمها حشرات صغيرة و وجهها ازرق و شرايينها متصلبة و عينيها حمر كذلك و تصرخ و تقول بصوت أجش : " ايها اللوطي اللعين " و كررت ذلك فحاولت مساعدتها و لكنها ضربتني بشدة * فقرأت لها بعض النصوص من الكتاب المقدس حتى هدئت و سقطت بسبب تعبها فحاولت ان امددها على سريرها كي تنام مرة أخرى .. . و لكنها لم تستطيع ان تنام * ثم اتصلت بطبيب كي يرى حالتها و لكنها قتلها "
نولان : " كيف "
- " لقد أعطاها كمية كبيرة من فينوباربيتون مما سبب لها قيئ شديد اثنا نومها و من ثم انخفاض في مستوى ضغط الدم .... فماتت دون ان نشعر بها "
- " و الطبيب "
- " الطبيب * للأسف لقد اثبت الجميع انها حالة صرع و قد ماتت بسبب تلك التشنجات اللاإرادية كما أخبرتك من قبل "
رد نولان باستغراب : " حسنا و لكن ما سبب بأنها تكرر .. ايها اللوطي اللعين باستمرار هكذا "
- " اخبرني أنت "
- " أود ان أخبرك و لكن هل ستصدقني ؟ "
أشار سيد جوردمان كأنه يقول تفضل
فأضاف نولان : " انها الأرواح التي بداخلها هي التي تلقمها * ابنتك ليست مجنونة بل هي ببساطة استجابة لأوامر هذه الأرواح لانها ضعيفة فلم تستطيع ان تردعهم * صدقني هذه الأرواح حقيقة و إن كنا لا نراها * فهي موجودة سواء اعترفنا بها ام لا "
بعد مرور أسبوع من هذه المقابلة نشر مقال في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان " جسد بثلاث أرواح مع جون نولان " يحكي قصة عائلة مستر جوردمان كما اخبره إياها دون زيادة او نقصان * و لكنه أضاف مقدمة في بداية المقال يصف رأيه الشخصي بهذه الحادثة بقوله : " من المحتمل بأن لا تصدق هذه القصة * و لكنها واقعية حدثت لعائلة رأيتها مصادفة في إحدى المقابر * ثلاث أرواح سكنت جسد تلك الفتاة * فتاة نشيطة مجتهدة قد تكون ابنتك او قريبة منك * و لم يكن بمحض إرادتها * حدث لها الأمر فجأة دون سابق إنذار * كل ما في الأمر فتاة دخلت جامعة في نيويورك متأملة و تريد ان تأخذ الجميع في أحضانها و لكن حدث لها ما حدث * و لكنها لم تمت ميتة طبيعية بل قتلت على يد طبيب و يجب القصاص منه * ني ني ... و ابويو ... و هي "
أغلق سيد جوردمان الصحيفة و نظر الى الحديقة التي أمامه و قال : " ارقدي بسلام . . .. . . "